الثلاثاء، يناير 04، 2011

غروب الشمس



اخذ يمشى جاسر مسرعا نحو الشاطئ فى وقت المغيب والدموع تتساقط من عينيه لعل المشى ينسيه ما عاناه ، لعل دموعه تكفر عما لم يستطيع ان يفعله.

كانت احلام له نعم الصديقه اثناء الدراسه ونشأ بينهم حباً عميقاً لم يقدر على هدمه اى شئ او اى شخص فقد كان ايمانهم بالله وبحبهم كبير الى ابعد الحدود وتحدوا به العالم ، تخرجوا من الكليه ذاتها وعملوا فى نفس المكتب لمدة سنتين وجاء لخطبتها، فرحت كثيرا بة وفرح بهم الاهل والاصدقاء ، اخذوا يعدوا انفسهم لمرحله الزواج ، وجاء ميعاد زفافهم وقضوا شهر عسل رائع ذكبو الى شرم ، الغردقه ، مرسى مطروح واسوان، وكانوا سعداء ، لم يعلمو ما تخبأه لم الاقدار.

كانوا اجتماعيين جدا ولذالك احبهم الجميع ، ولكن احلام كانت دائما تحس بأن شيئا ينقصهم ، كانت تريد ان تنجب ، فصارحت زوجها بنيتها للذهاب الى الطبيب وشجع هو الفكرة كثيرا لكى يطمئنوا لا اكثر على الرغم ان هذة المسأله لم تكن تشغل باله كثيرا فقد كانت دائما هى اهم عندة من انجاب الاطفال و ذهب معها هو ايضاً لكى يكشف وعملوا التحاليل اللازمه .

وعند الطبيب شرح لهم انه لا يوجد اى عيوب عند جاسر واخبرهم ان احلام تعانى من ضعف بالقلب ولذلك من الصعب الحمل لما له من اضرار على صحه الام والجنين معاً.

حزنت كثيرا وحزن عليها زوجها ولكنه حاول ان ينسيها هذا الهم فأخذها فى رحلة الى اول مكان شهد ايام زواجهم الاولى فقد كانت لهم زكريات حلوة به ولكن ما يلبسوا ان يرجعوا لحياتهم العمليه ويرجع لها حزنها والمها ، وقد كان يزيد هذا الحزن عندما ترى طفلا جميلا فقد كانت تعرف انها لن تقدر ان تنجب مثله ، لم تعد حياتهم سعيدة كما كانت فقد كانت دائماً حزينه منتظرة شيئا لن يأتى وكان زوجها يصبرها دائما ، ويعزيها احساسها بما يفعل زوجها لكى يجنبها التفكير فى هذا الموضوع .

وعلى نفس قدر حبه لها فقد احبته اكثر وقابلت عطفه عليها وحنانه بحب كبير ولم تقدر ان تتحمل فكرة عدم الانجاب فهى تريد الانجاب لتأتى بمن يحمل اسمه ويكون له عونا فى الدنيا ، كانت تفكر فى هذا الموضوع كلما فرغت الى نفسها ، وجاء اليوم الذى قررت فيه الانجاب وتحمل المخاطر كلها فزوجها يستاهل منها هذة التضحية لانها ستترك له طفلاً يعوضه عنها ويملأ حياته سعادة ويحمل اسمه ويذكرة دائما بها.

لم تقدر على ابلاغه بقرارها لانها تعرف انه سوف يعارضها وبشدة لأنه يحبها ويريدها دائما بخير فلم تبلغه بذالك وعملت جاهدة على اخذ علاجات لتثبيت حملها واخفت موضوع الحمل عن زوجها الى ان لم تعد تتحمل عدم البوح وتفاجأ هو بذالك ولم يعد بمقدورة فعل شئ ، لم يعرف كيف يساعدها هو عرف انها فعلت ذالك من اجله و عرف انها ستحرمه منها عما قريب حزن لأجلها وسأل كل الاطباء عن اى حل لهذا الوضع ولاكن هيهات فلا يوجد اى حل الا انتظار انجاب الطفل لانها اذا حاول ان يجعلها تعمل عمليه الاجهاض فقد تموت ولهذا لم يعد بمقدورة فعل اى شئ الا انتظار المولود.

كانت فى أواخر ايام فترة حملها تريد الذهاب لأول مكان ذهبوا اليه حين تزوجوا المكان الذى قضوا فيه اجمل ايام عمرهم واخذها الى هناك ولكن السعادة لا تدوم طويلا فقد اشتد تعب الحمل عليها ولم تقدر الا انتظار ساعات الولادة ، وكانت لديها امنيه تريدها بشدة كانت تريد ان ترى غروب الشمس مثلما كانوا يفعلوا كل مرة ولكن الوقت كان مبكراً ، وكانت لديها احساس بأنها لن تراه .

عانت كثير بسبب تعب السفر وازداد احساسها بالحزن فقد عرفت انها ستخسر حبيبها ورفيق دربها وستذهب بدونه وتتركه يعانى الآم الوحدة وتربيه طفل صغير وتحمل مسئوليته وحدة بدونها ، ادركت انها كانت على خطأ فحياتها بجانب زوجها لا تعوض بثمن ، وحاولت رغم المها الشديد ان تخفف عنه معاناته وحزنه االشديدين .

طلب لها الاسعاف وتم نقلها الى اقرب مستشفى وأخذوها الى غرفه العمليات ، أخذ يقرأ بعض آيات من القرآن الكريم ويدعو لها بالنجاه وحينما خرج الدكتور من غرفه العمليات سأله عن حالها فقال له الدكتور : قدر الله وما شاء فعل ولا اعتراض على حكم الله

أخذ يبكى بحرقه على حبيبته وزوجته وصديقه عمره ولكن الدكتور حاول ان يهديه ويصبره واخذة ليرى ابنه الجميل ، وبعد ان كان يبكى ارتسمت على وجهه ابتسامه فقد كان الطفل يأخذ كل ملامح امه.

كانت احلام قد كتبت رساله اليه فى حالة انها لم يقدر لها الحياه ، وقكتبت عليها من الخارج لا تفتحها الا امام البحر وقت غروب الشمس.


اخذ الرساله وذهب الى البحر وقت الغروب وكانت الرساله تقول

" زوجى الغالى

رفيق دربى

حبيبى جاسر

اذا لم يكتب لى الحياه

اعلم انى سوف اشتاق اليكم

و انى ما فعلت ذلك الا لأجلك

احكى عنى لابننا كثيراً

تذكرنى دائما بالخير ولا تنسانى

واعلم انى سوف اغار عليك اذا تزوجت بعدى

مع حبى زوجتك المحبه احلام"

وعندما قرأها نزلت الدموع من عينه ، لم يستطع كتمانها ، وقال محدثاً نفسه بانه لن ينساها ابداً وانه لن يتزوج بعدها فبعدها لن يوجد اى نساء وسوف يحب ابنهم بشدة ولاكن لن يعوضه ابدا عن حبها وانه سوف يهتم به ويحكى له كثيرا عنها وانها ستكون معهم دائما وانها مهما كانت بعيدة عنهم ستكون دائما فى قلوبهم وانه سوف يذهب دائما ومعه ابنهم الى الشاطئ ليرى غروب الشمس بنفس المكان الذى شهد السعادة والحب الجميل والذى شهد اول ايام واجمل ايام ، لم تتوقف دموعه وكل هذه الاحداث تمر فى شريط مآساوى امام عينيه ، حينها تذكر كم كانت حبيبته جميله وكم كانت ضحوكه مرحه عندما يكون حزين او مهموم فتخرجه من همومه ومشاكله فابتسم رغم المه وحزنه عليها. 

اوراق العمر




سنوات العمر كأوراق الشجر كل يوم تقع ورقه الى ان تنتهى الاوراق .. وتصبح الذكرى هى الباقية فى الوجدان لأناس طالما احببناهم وطالما انسنا بوجودهم معنا ، اليوم يمر عاما اخر على ذكراهم وتتذكر نوال كيف كان اباها قبل الرحيل وهى صغيرة وهو دائما معها ، يلعب معها ويذاكر لها دروسها وينصحها ويأخذها فى نزهات دائما ما كانت تسعدها وتمتعها.

تدهورت صحة اباها ولكن ببطء شديد وكأن الاوراق لا تريد السقوط ، كان يحب ابنته بشدة ويخاف عليها من نسمه الهواء ، وبعد رحيل والدتها التى كان يعشقها ويهواها اصبحت هى كل شئ فى هذة الدنيا بالنسبه له ، كثيراً ما نصحوه الاقارب ان يتزوج لكى يجد امراءة تهتم به وبأبنته ولاكنه كان يرفض وبشدة بل كان يكرة الكلام فى ذالك الموضوع وفاءً لزوجته الحبيبه.

كانت نوال تشبه امها فى كل شئ شكلها ومظهرها وحتى طفولتها البريئة وطيبتها وحبها وخوفها على ابيها اخذت كل شئ من امها وكأنها نسخه من امها ، كان سعيد بها وكان دائما ما يحكى لها عن امها وعن الطرائف التى كانت بينهم وعن الاشياء التى كانت كلما تسمعها تضحك فيجدها تضحك وبنفس ضحكه امها فيقول فى سرة : سبحان الله ، هو القادر على كل شئ ، اخذ زوجتى ولاكنه لم يرد ان يحرمنى منها فأعطانى ابنتى فالحمد لله والشكر لله .

كان رجل صالح يؤمن بالله ويصلى دائما بالمسجد ، علم ابنته تعاليم دينها وكان لها دائما بمثابه اب واخ وصديق ، افتقدته بشدة وافتقدت حبه وحنانه ورعايته لها ، احست بالوحدة بعد رحيله على الرغم من ان عائلتها كبيرة الا انها كانت مرتبطه جداً بأبيها فلم يؤنسها احد بعده ولم يملأ هذا الفراغ احد بعده.

الى ان رأته زميلها فى الدراسه الجامعية كانت نوال قد انهت بالفعل سنوات دراستها الاربع ولاكنها كانت تكمل الدراسات العليا فرأته معها كانت تجمعهما الدراسه والمذكرات والمحاضرات واخذ كل منهم يتقرب للآخر دون ان يدرى أى منهم ماذا يكن للأخر ، اخذها من دوامه الاحزان التى كانت فيها واخرجها من شرنقه العزله الى دنيته الواسعه ، اطلعته على كل ما مر بها من احزان وكانت دائما ما تحكى له عن يومها وكان يحكى لها عن حياته والمواقف التى يمر بها وكان ايضاً يسألها رأيها فى أمورة الشخصيه ، جمعت بينها مودة لا حدود لها ووجدت به حنان ابيها ووجد فيها الحب الذى كان يتمناه ، فاجأها يوماً بطلب يدها ، قضيت معه اجمل قصه حب وعبيرها كان اجمل من كل قصص الحب التى قرأت عنها او تخيلتها فكان الواقع اجمل من الخيال بالنسبه لها، وهو الذى عبق ايامها بعطور من الورد والفل والياسمين ، وهو الذى اقتحم اسوار مدنها العالية شامخ الرأس ممتطى جوادة الاصيل كى يخطفها، يخطف محبوبته من مدن الحزن التى كانت تسكنها الى مدن الفرح والاحلام.


انتهت فترة الخطوبه القصيرة وتزوجا، رضيت براتبه القليل ولم تعترض او تشكو ، ورضيت ان تسكن مع حماتها نظراً لاسعار الشقق الخيالية وقتها ولانهم لم يكن معهم حينها ربع ثمن شقه صغيرة حتى ، كانت تعمل بجانب عمله لكى تساعدة فى مصاريف المنزل وكانت تساعدة بحب متفانى وتسهر على راحته ووالدته احبتها وكأنها ابنتها التى لم تلدها .

كانت دائما تحلم ان تنجب طفلا ولكن الله لم يرزقها بالانجاب زارت العديد من العيادات وعملت الكثير من الاشعه والتحاليل ولاكن بلا فائدة فكانت اجابه كل الاطباء التى ذهبت اليهم انها عقيم ولا يمكن ان تنجب ، رضيت بقضاء الله وقدرة ولم تتذمر لان ايمانها كان كبيراً ، فلم تشغل بالها كثيرا بالاطفال وصرفت تفكيرها عنهم واهتمت اكثر بزوجها الحبيب وشجعته فى دراسته الى ان اكمل رساله الدكتوراه وطلبته الكليه ليدرس بها وكانت هذة بالنسبه لهم فرحه العمر التى تمنوها وانتظروها بفارغ الصبر والتى تمنتها فى سرها وجهرها وكانت تدعو بها الله فى كل صلاه الى ان من بها الله عليهم ، لانها كانت تعلم ان هذا كان حلما لحبيبها ان يصبح دكتوراً يوما ما .

كان يغيب عنها طوال النهار فى الجامعه ويرجع لها فى المساء منهك ومتعب ورغم ذالك عملت على راحته فكانت تساعدة فى ابحاثه فتترجم له اوراق تحتاج الى الترجمه وتكتب له ابحاث على الحاسب وكانت تبحث له فى الانترنت على كل ما يحتاج اليه من مراجع وابحاث جديدة . بدأت تقل بينهم المناقشات تدريجياً واصبحت تحس ببعدة وعدم اشتياقه اليها وكلما مرت الايام والشهور تكبر الفجوة بينهم ، وحتى بريق عينيه لم يعد موجود ، حاولت اكثر من مرة ان تلفت نظرة من خلال حديثها ولاكنه لم يشغل بالاً ، ولم تيأس بل حوالت كثيراً ان تشمله بعواطفها واحساسها بالحب والحنان ولاكنه كان يقابله بالتعب والنوم العميق ، ولا يلاحظ الشموع المنارة هنا ولا حتى العشاء المعد خصيصاً لهذة الامسيه ولا يلاحظ حتى زينتها .

لم تعرف طريقاً لراحه البال ، والدموع اصبحت رفيقه لها فى الليالى الحزينه حتى نسمات الهواء اصبحت ثقيله ، واصبحت رأسها مليئة بالتساؤلات


هل من الممكن ان يذهب كل ذلك الحب ادراج الرياح ؟


اين البريق الذى كان يشع من عينيه ؟


هل من الممكن ان تذهب كل الليالى الجميله بلا عودة ؟


هل نسى حبى له وتضحياتى ؟


هل اصبحت بلا قيمه عندة ؟

لم تعد لها شهيه للأكل او الاستمتاع بأى شئ بدون حبيبها ، فاصبح عودها نحيلا ، حتى الامراض لم تعد تتداوى منها ، احست بالاكتئاب الشديد ، وهو لم يسألها حتى عن احوالها بل حتى لم يلاحظ مرضها ، لم تطاوعها نفسها على اخبارة بمرضها ، لانها لم تكن تريد ان ينشغل باله عليها او انها لم تكن تريد ان ترى نظرة الشفقه عليها من عينيه التى اصبحتا قاسيتين ، لم تكن تريد استراج عطفه عليها بمرضها ومعاناتها ، كانت تعتقد ان حبه لها سيدوم حتى بعد الموت ولاكن الحب هو الذى مات قبل ان يحين الاجل .


معاناتها تزايدت عليها يوما بعد يوم وهو لا يعلم من الامر شيئاً ، وكأنه طردها
من مدنه "مدن السعادة " وامرها بلا رحمه ولا شفقه ولا حتى عرفان بجميلها ان تذهب ولا تعود ، ولم يكن معها حق الاعتراض فهى عقيم .


جاءتها مكالمه تلفونيه يوما على غير العادة فمنذ زمن طويل وهاتفهم صامت لا يتصل عليه احد فاجابت الهاتف فرد عليها صوت انثوى

- انا واحدة متعرفيهاش لاكن حبيت ابلغك ان الدكتور جوز حضرتك اتجوز عليكى واحدة من دور ولادة طالبه عندة فى الكليه . ووضعت السماعه.


انهارت أمل فى البكاء الشديد ولم تعرف كيف تتصرف ، لم تكن ابدا تتوقع ان يفعل ذلك ، صارحها كثيراً انه لا يشغل باله موضوع الاطفال ، وطلبت منه وقتها ان يتزوج بأخرى فقال لها انه امر مرفوض تماماً وانها حبه الاول والاخير وانه لن يفعل ذلك ابداً.


هل كان يخدعنى ؟

هل كان كل هذا الوقت يفكر فى الاطفال ويكذب على؟


لماذا لم يصارحنى ؟


لماذا الآن يفعل وبدون اعلامى ؟


اسئلها كثيرة جدا دارت بخلدها ، واجهته بها ولم ينكر ذلك بل صارحها بانه يريد طلاقها ، فوجئت من طلبه او صدمت وكأنه يقول لها اريدك ان تنتهى من حياتى ، لم تضعف امامه ولم تبكى تركت له المنزل وذهبت لمنزل ابيها لكى لا تهدر ما بقى لها من كرامه ، وعندما ارسل اليها بورقه الطلاق وقعت اسيرة غيبوبه طويله ، عندما سمع بهذا الخبر ذهب مهرولاً اليها فى المستشفى وحاولو منعه ولاكنه دخل اليها وكانت اخر مرة يراها لان حالتها ازدادت سوءً ولكنها احست به عندما دخل عليها ,وكأن اخر ورقه من عمرها ابت ان تسقط الا امام عينيه ومع اخر نفس خرج منها وهى تقول له " مازلت احبك " لكى يبقى طوال عمرة يتعذب على ما فعله معها ، ويندم على قتله للحب الجميل الصادق المتمثل فى أمل.

الجمعة، ديسمبر 26، 2008

لم تغب عن بالى يوماً


لم تغب عن بالى يوماً

لا يزل ذكراك فى قلبى وخيالى

اتأمل النجوم يوماً بعد يوماً

وأقول ياليتة يوماً أتانى

أسائل النجوم عنك دوماً

وأشكى للقمر همى وحالى

ياترى إحساسة تغير

ام إنة يوماً نسانى

لماذا لم يأتى إلي

لماذا لم يحاول أن يرانى

حقيقى أنى أحبك

لماذا لم تدرى بحالى

الخميس، ديسمبر 25، 2008

لا أريد أن أبنى من الرمال قصور


لا أريد أن أبنى من الرمال قصور

ولا أريد أن أرى دموع عينى تثور

اريد فقط حلماً يتحقق فى الشمس والنور

وأن أرى الفرحة فى الأعين تدور وتدور

وأبعث برسالة إليك عبر البحور

أقول لك فيها مدى فرحى والسرور

وأهزم الحزن واليأس بحب لا يزول

بأحساس طالما تمنيت العيش بية والفخور

الأربعاء، ديسمبر 24، 2008

ذكرى حزينة


تذكرت ذالك اليوم بكل تفاصيلة وبكيت ... بكيت بحرقة لشدة أسفى على ما حدث فى ذالك اليوم المنكوب فقد فقدت إنسان عزيز على قلبى ... لا اريد أن أتذكر ... لا أريد !


ولكنى بالفعل تذكرت كل ما حدث ....


كان يوم غير طبيعى فكل شئ فية حدث سريعا لم أدرى كيف حدث كنت ذاهبة الى أمى وهى فى المستشى للعلاج كى ازورها واطمئن عليها كعادتى كل يوم بعد العمل ولكنى وجدت الطريق مزدحم على غير العادة لم ارة هكذا من قبل ولم يطمئن قلبى، واخيرا نجوت من زحمة المواصلات اللعينة قفزت خارجة من السيارة وتوجهت مسرعة الى غرفة رقم 11 بالدور الثالث وصعدت بالمصعت واخذت أردد دعاء فى سرى ليطمئن فلبى فانا اخاف ركوب المصاعد حتى انى فى كل مرة ازور امى اصعد على السلم ...
ولم اركب المصعد فى عمرى قط .. و لا أعرف سر خوفى منة حتى الان .... ولكنى وجدتنى وانا مسرعة بشدة الى المصعد كى يصعد بى باقصى سرعة ، ولم اكن اعرف سببا وجيها لما يحدث لى فقد كانت تسوقنى قوى اكبر منى جعلتنى اتحمل خوفى من المصعد.. 

عندما وصلت الى الغرفة رقم 11 بالدور الثالث وجدت الباب مغلق ... وضعت يدى على مقبض الباب ولكنى احسست بشئ خفى يقبضنى ولاول مرة احس مثل ذالك الاحساس فقد كنت خائفة افتح مقبض الباب وكان شعورا غريبا بكل المعانى فقد كنت خائفة من شئ مجهول ... وللحظة لم اعرف مدتها طالت ام قصرت فتحت الباب ... ولكن المفاجاة ... لم اجد امى فى سريرها فقد كان الفراش منظم ومفروش بطريقة توحى كمن غادرة صاحبة الى الابد حينها لم اتمالك نفسى حتى جاتنى ممرضة فى المستشفى والى كانت تشرف بنفسها على علاج امى هدات من روعى وقالت ان امى انتقلت الى غرفة اخرى وطمأنتنى عليها.

سالتها على رقم غرفه امى وذهبت اليها ،  وجدتها فى حالة يرثى لها فكانت عيناها باكية بكاء الام الى فقدت وليدها ...!

ولم افهم فسالتها لما تبكى لم تجبنى بشئ واخذت تبكى بشدة اكبر وكررت سؤالى عدة مرات وفى كل مرة كنت اسالها فيها تكثر من البكاء ... فتعجبت لامرها لما لم تجبنى اهى بها شئ يولمها فناديت الممرضة بسرعة فسالتها ما بالها امى لا تجبنى وتبكى بشدة فقالت ان لنا قريب فى غرفة العمليات و ان حالتة خطيرة جدا فدهشت بشدة عندما لم تقل لى امى ...مما جعلنى اتسائل كثيرا لذالك وبعدها ذهبت الى حجرة العمليات لكى اسال عن المريض فلم اجد احدا كى يجيبنى ولم ار من بداخل الغرفة من تجرى له العملية ورجعت مسرعة الى امى علها تجيبنى فلم ترد امى بشئ فقط البكاء فحاولت الاتصال بزوجى على الجوال كى يكون بجانبى انا وامى فى هذا الموقف العصيب ... ولكن لم يكن متاحا ... ولكنى حاولت كثيرا جدا ... ولكن عبثا انة مقفل ... فتعجبت لهذا اليوم فلم استطع فعل شئ فجلست بجانب غرفة العمليات وانا فى محاولة دائمة الاتصال بزوجى .... واخيرا فتح باب الغرفة ... خرج الطبيب فسالتة ما حالة المريض فقال لى .... " انا اسف يا مدام احنا عملنا الى علينا لكن ارادة الله فوق كل شئ ... كان حادث سيارة عنيف لم يستطع النجاة منة ... تشجعى " .

فسكت لبرهة فى ذهول .... واجبتة "ونعم بالله" ... ولكنى لا اعلم من بالداخل ان كل الذى اعرفة ان امى سوف يجرى لها شئ اذا عرفت انة توفى ... ما بال هذا اليوم .... فأخذت قرار ...انى لن اخبرها بهذا الامر.

ووجت من بالغرفة بدأو بالخروج وهم يحملون على السرير النقال جسد القريب المجهول وقد غطى وجهة .. فاعترضت طريقهم لاعرف من ذالك القريب المجهول ... ولكن ... يا للهول .......ولم اشعر بنفسى ولا بمن حولى فقد ذهبت فى غيبوبة لم اعرف ما مدتها .... وافقت من الغيبوبة وانا منهارة عصبيا حتى انى كدت انتحر .... ولكن الحمد لله .... فهم انقذونى .... فقد كان زوجى هوة من توفى فى غرفة العمليات. !!